يورو 2008 - إيطاليا .. بلد البيتزا والفضائح والمجد الكروي

2008 - إيطاليا .. بلد البيتزا والفضائح والمجد الكروي
الأحد، 1 يونيو 2008 - 18:55








لا تختلف الكرة في إيطاليا كثيرا عن البيتزا: كلاهما خليط من مكونات قد تحب بعضها وتكره الآخر، ولكن في النهاية تجد منتجا مميزا لا يضاهيه شيئ آخر في العالم.

وحدها كرة قدم على طريقة البيتزا هي ما تعطيك عاما مجنونا مثل 2006.

فضائح تلاعب في نتائج المباريات تهز الدوري الإيطالي وتطيح بمصداقية أكبر أنديته وتهوي بيوفنتوس إلى الدرجة الأدنى يتبعه فوز المنتخب بكأس العالم في صيف العام نفسه.

ولا تبدو الفضائح جديدة على الكرة الإيطالية. ففي عام 1980 هبط ناديا ميلان ولاتسيو أيضا نتيجة فضيحة مماثلة للتلاعب في نتائج المباريات.

كان النجم باولو روسي جزءا من الفضيحة حينما أدين بالرشوة وتم إيقافه ثلاثة أعوام تم تخفيضها إلى عامين فيما بعد فلحق بكأس العالم 1982 ليتحول من وغد إلى بطل؛ إذ توج هدافا للبطولة وقاد منتخب بلاده للفوز بالبطولة.

وعلى الصعيد الفني، لا تختلف الكرة الإيطالية كثيرا. فموسم 2007-2008 ربما يكون الأسوأ منذ سنين، من حيث الأداء الفني الضعيف، ندرة الأسماء الكبيرة الملتحقة بالمسابقة، إضافة إلى حوادث العنف التي ضربت الدوري في أكثر من مناسبة.

ولكن التنافس في الكالتشيو ظل مستمرا حتى المرحلة الأخيرة من البطولة، مجبرا الجميع على متابعتها بشغف حتى وإن لم تكن بقوة الدوري الإنجليزي أو الإسباني.

تكتيك الفريق

وتنطبق نظرية البيتزا الكروية على المدرب الإيطالي أيضا، فهو بلا مبدأ ثابت. الإيطاليون ليسوا مدمنين على اللعب بثلاثة مهاجمين مثل الهولنديين أو مصرا على طريقة 4-5-1 مثل أهل البرتغال وفرنسا.

يلتزم الإيطالي بنقطتين فقط: ضرورة وجود عمق دفاعي، والثانية الاعتماد على ارتكاز دفاعي وحيد يسانده باقي أفراد الفريق للضغط المبكر على الخصم.

واعتمد الأتزوري لفترة طويلة على وجود ليبرو صريح، ولكن التطور الهجومي جعل على مفكري إيطاليا إيجاد مهرب جديد.

ونجح المدرب المخضرم مارتشيلو ليبي مع يوفنتوس عام 2001 بتحويل قلب الدفاع ليليان تورام إلى ظهير ينضم للعمق حين يفقد فريقه الكرة، مانحا الفرصة لقلب الدفاع الأصلي ليتأخر ويتحرك كليبرو.

واتبع فابيو كابيللو تلك الطريقة مستخدما الفرنسي جونثان زبينا كظهير أيمن، ومن بعده كارلو أنشيلوتي مع ميلان عن طريق الهولندي ياب ستام.

وتتطلب الطريقة وجود جناح أيمن ذو مهارة هجومية إذ أنه لن يجد مساندة كبيرة من الظهير الذي يصبح قليل التقدم بحكم قلة موهبته.

وطور ليبي الطريقة مجددا بالاعتماد على لاعب أعسر كظهير أيمن لأن قدمه اليسرى تجبره على التحرك للعمق، وهو ما يجبر الجناح على فتح الملعب على مصرعيه.



ويمكن فهم تلك الطريقة من متابعة جانيالوكا زامبروتا وماورو كامورانيزي في كأس العالم 2006، ومشاهدة هدف الأتزوري الأول في مرمى المنتخب الأوكراني.

الشق الثاني هو إجبار المنافس على الخطأ لفتح الطريق أمام الهجمات المرتدة عن طريق الضغط من وسط الملعب بثلاثة لاعبين والاعتماد على ارتكاز وحيد أمام الدفاع.

ولأن كفاءات المدافعين تغلب على لاعبي الوسط الضاغط مثل جينارو جاتوزو وسيموني بيروتا جعل ضروريا أن يعوض لاعب الارتكاز دور وصل الوسط بالهجوم.

ويظهر أندريا بيرلو وأنطونيو دي روسي في هذا الدور، ويكفي الإشارة إلى أن بيرلو حل ثانيا خلف زين الدين زيدان في عدد التمريرات البينية برغم كونه ارتكاز دفاعي.

تاريخ الفريق

تشارك إيطاليا في كأس الأمم للمرة السابعة حصدت فيها اللقب مرة واحدة بفضل القرعة.

ففي البطولة التي استضافتها عام 1968 لعبت أمام الاتحاد السوفيتي وتعادلت سلبيا بعد وقت إضافي وبفضل القرعة وصل الأتزوري للمباراة النهائية قبل التغلب على يوغسلافيا بهدفين.

وفشلت إيطاليا في الوصول للبطولة عامي 1972 و1976، لكنها عادت للظهور على الساحة الأوروبية عام 1980 في البطولة التي استضافتها، و حلت ثانياً في المجموعة الثانية بعد بلجيكا، لتلعب مع تشيكوسلوفاكيا على المركزين الثالث والرابع.

وعاد الأتزوري للمشاركة في البطولة في نسختها الثامنة في ألمانيا، وخسرت أمام الاتحاد السوفيتي في الدور قبل النهائي بهدفين.

وفي المشاركة الرابعة ودعت إيطاليا البطولة من الدور الأول بعد أن احتلت المركز الثالث في المجموعة الثالثة والتي ضمت ألمانيا والتشيك وروسيا.

وفي بطولة 2000 تأهلت إيطاليا للمباراة النهائية بعد أن تصدرت المجموعة الثانية التي ضمت تركيا وبلجيكا والسويد، ثم تغلبت على رومانيا بهدفين في دور الثمانية، قبل أن تطيح بهولندا في بفضل الحارس فرانشسكو تولدو والذي تصدى لركلتي جزاء في الوقت الأصلي للمباراة.

وتأهلت إيطاليا للمباراة النهائية لتواجه فرنسا وتقدمت بهدف ماركو ديلفيكيو في الدقيقة 55، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يحتفل بقرب انتهاء المباراة أحرز سيلفان ويلتورد هدف التعادل قبل أن يحطم ديفيد تريزيجيه أحلام الإيطاليين بلا رحمة بهدف ذهبي في الوقت الإضافي.

وفي البرتغال 2004 ودعت إيطاليا البطولة من الدور الأول بفارق الأهداف عن السويد والدنمارك بعد أن تساوت المنتخبات الثلاثة في رصيد خمس نقاط.